إنعاش الذاكرة – مواقف للشيخ عبدالله العقيل – مساعد بن عبدالله السعدي
غالبًا ما تُعنى الصحف والمجلات – خصوصا عند وفاة عَلَم ساطع، أو منارة من منارات العلم، أو مفكر ناجح، أو سياسي بارز- برصد شيء من مآثره، وتسليط الضوء على شخصيته وإبرازها، وهي نافذة جيدة ومطلوبة لإنعاش الذاكرة المعرفية، ودليل عملي للمقتدين.
وإن سِيَر العلماء لَمِن أعظم ما يُذْكي النفوس، ويبعث الهمم، ويرتقي بالعقول، ويوحي بالاقتداء، وكم من الناس مَنْ أقبل على الجِدّ وثابر، وتداعى إلى العمل وأنجز، وانبعث إلى معالي الأمور و ترأّس، وترقّىٰ في مدارج الكمالات وسَمَا: بسبب حكايةٍ قَرَأَها، أو حادثة رُويت له.
ولقد يسّر الله لي شرف اللقيا بالشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل رحمه الله أول مرة عام 1419، وتواصلتْ الزيارات له في الرياض و مكة، وكانت آخر زيارة له يوم أن كان في العناية المركزة في مرض موته رحمه الله عام 1432، فهي ثلاث عشرة سنة كاملة، أحببتُ فيها الشيخ، واستأنستُ بمجالسته والسماع منه، والاستفادة من علمه وأخلاقه، وكان رحمه الله يتواصل بالهاتف إذا أبطأتُ الزيارة، وها أنا أكتب هذه السطور بطلب من الأخ الشيخ محمد زياد التكلة؛ أرصدُ فيها بعض المواقف التربوية والعفوية التي كان لها الأثر العظيم في زيادة المحبة، والدافع القوي لنشر كتب شيخه الشيخ الجَدِّ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله.
ولعل أبرز ما تميّز به الشيخُ من علمٍ، وتواضعٍ، وكرم الضيافة، وسماحة الخُلُق، وجماعُ ذلك حبُّه لشيخه ومعلّمه الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله، وحرصه على مؤلفاته والعناية بها ونشرها.
موقف «شيخ وتلميذ»:
الأخ الكريم حمد بن عبد الله بن عبد العزيز العقيل عَمِلَ في الخُبَر مدة، وقد استضاف والدَه الشيخَ عبد الله رحمه الله للعَشاء في محلِّ عَمَله، فطلب مني الشيخ الحضور، فحضرتُ إكرامًا له، و للأُنْس بمجالسته، وأثناء شرب القهوة اتصل الشيخ محمد المنجد على أحد أبناء الشيخ عبد الله رحمه الله طالباً الشيخ، فأخذ الشيخ الهاتف (الجوال)، فبدأ الشيخُ عبد الله الحديث معه، وكنت بجانبه أسمعه يقول: «وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الشيخ محمد المنجد أهلا ..أهلا بشيخنا ومعلمنا»! ثم أخذ الشيخ بالحديث معه بلطف وإطراء، وكان اتصال الشيخ المنجد بغرض الاعتذار عن الحضور للعَشاء؛ لظرف طارئ له.
كلنا نعلم ما وصل إليه الشيخ عبد الله العقيل من علمٍ عميق، وفقه واسع، وتبصر بالأمور، وخبرة وتجربة، ومع هذا فهو يظن نفسه طالب علم، وأن غيرَه أعلم منه!
موقف «جهودٌ مشاهَدة»:
للشيخ رحمه الله فضلٌ عظيم في نشر وإخراج كتب شيخه الشيخ الجَدّ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، فأكثر الكتب التي اجتهدتُ في إخراجها من عام 1419 حتى الآن كان رحمه الله متابعاً لها؛ ومقدِّماً لها بمقدِّمات جميلة ومحكمة.
وكان رحمه الله إذا غفلتُ عنه مدة من الزمن لا يصبر؛ فيتصلُ عليّ، ويسأل عن آخر أخبار كتب الشيخ، والتقدم الذي وصلنا إليه، وقد زوَّدني رحمه الله بصور من مخطوطات ورسائل ومنظومات ومؤلفات مخطوطة للجَدّ عبد الرحمن السعدي رحمه الله.
وقبل دخوله المستشفى بمدة ليست بالطويلة كنت في زيارة له في مجلسه، وكان بين أبنائه البررة، وبعض طلابه، وقد طلبتُ من حفيده الشيخ أنس سلّمه الله -في حديث جانبي- أن يكلّم جَدَّه الشيخ عبد الله بالإذن لي أن أحصل على صور كل ما يتعلق بالشيخ عبد الرحمن من مكتبة الشيخ عبد الله؛ بواسطة عامله وأمين المكتبة بلال الجزائري، فاعتذر أخي الشيخ أنس بلُطف، وأشار عليَّ أن أكلّم جَدَّه مباشرة، فتشجعتُ واستأذنتُ الشيخ في الحصول على كل ما يتعلق بالجد رحمه الله، وكان الكل ينتظر إجابة الشيخ، ونحن نعلم أن المكتبة قد وُضع عليها نظام صارم يحفظها من الضياع، فقال الشيخ بلهجته القصيمية البسيطة: «أبركه من ساعة! وحنّا ممنونين بخدمة كتب الشيخ». ثم طلبتُ منه -أثناء حديثه مباشرة- أن يوجه أمين المكتبة الأخ بلال، وقصدي من ذلك أن تكون موافقته أمرًا وفِعْلاً منجَزًا من أمين المكتبة، فأَمَرَه رحمه الله بتسهيل ذلك، وقال له: «شِفْ أي شي يبيه أبو عبد الله». فقمتُ من مجلسي وقبّلتُ رأس الشيخ، وتشكّرتُ منه؛ لِما علمتُ منه حُبَّه لخدمة كتب الشيخ و تقديره لي.
وقد أخرجَ رحمه الله الرسائل التي كانت بينه وبين الشيخ عبدالرحمن في كتابه: «الأجوبة النافعة من المسائل الواقعة»، فلما خرج الكتاب أول مرة بواسطة الشيخ هيثم الحدّاد: زودتُه رحمه الله بملف به صور مخطوطات لرسائل الشيخ مع بعض قضاة ومشايخ القصيم، فأعطى الرسائل رحمه الله الشيخَ هيثم الحداد، فأخرجها جزاه الله خيراً بأجمل صورة، وطُبعت بإشراف الشيخ عبد الله رحمه الله، وباسم: «الأجوبة القصيمية».
ولما كنتُ أحضر مجلسه بالرياض يوم الأربعاء بعد صلاة المغرب؛ أنا والأخ الشيخ سعد الصميل صاحب مكتبة ابن الجوزي، وقد يكون المجلس عامراً بطلبة العلم: كان رحمه يوقف الدرس، فيتهلل وجهُه رحمه الله ترحيبًا وإكراماً، ويُجلسنا بجانبه، ثم يأمر خادمه أو أحد أبنائه بصبّ القهوة، ويتفقد التمر، ويقرّبه لنا، وقد يباشر ذلك بنفسه، ويشرع بالحديث معنا، ويسأل عن الأقارب وصحتهم، ويخص أبناء الشيخ بذلك: الخال محمد العبد الرحمن، والوالدة نورة العبد الرحمن، وبعد ذلك يبدأ بالسؤال عن آخر أخبار كتب الشيخ، وما الجديد منها، وقد يكون بين أيدينا في كثير من الأحيان بعض الكتب أو المخطوطات جئنا بها هدية له، فكان رحمه الله يتلقاها كما تتلقى الأمُّ وليدَها، فيتصفحها ورقةً ورقة، ويقرأ ما تيسر منها، وقد يطلب من بعض الطلاب الحاضرين القراءة منها بدلاً عن الدرس المعتاد.
وبُعيد وفاة الشيخ: في شهر ذي القعدة 1432هـ شاركتُ في كلمة بمناسبة طباعة المجموعة الكاملة لكتب الجدّ الشيخ عبد الرحمن السعدي، من قبل مؤسسة العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي -زوجة الملك فهد- وحضرها سماحة المفتي، والشيخ عبد الله المطلق، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فهد، وبعض وجهاء الرياض ومحبي الشيخ، فقلت أثناءها: ليت الشيخ عبد الله بن عقيل رحمه الله يشاهد ثمرة جهده في حث المؤسسة على طباعة كتب الشيخ، ودوره في متابعة الدكتور سليمان الميمان، والدكتور يوسف الحزيم، وكيف أنه كاتَبَ وزارة الأوقاف بقطر بخطاب ترى فيه حماسه و صدق نيّته، وقد صدق رحمه الله، نسأل الله عز وجل أن يجعل هذا في موازين أعماله.
موقف: «وحدة الفتوى وجمع الكلمة»:
شيخنا الشيخ عبد الله رحمه الله يسير على فتوى كبار أهل العلم، ولا يشذُّ عن فتوى علماء المملكة، وقد يقوى الدليلُ عنده بخلاف الفتوى فيعمل بالدليل، لكنه لا يُفتي به حفاظًا على جمع الكلمة وتوحيد الفتوى، وأذكر أنني سألته يوماً عن الرمي في الحج يوم الثاني عشر قبل الزوال، وذلك بعد خروج كتابه «الأجوبة النافعة للمسائل الواقعة» للأسواق، وقلت له: إن الشيخ عبد الرحمن السعدي في رسالة له يرى قوة دليل من يرى بجواز الرمي قبل الزوال، فحدَّثني – رحمه الله – عن رأيه، وعلمتُ منه أنه لا يفتي بذلك.
وبعد هذا الموقف بسنتين اتصلتُ على الشيخ رحمه الله مغرب عيد الأضحى -وهو في مكة- أبارك له الحج والعيد، وقد سمعتُ يومها من الشيخ عبد الله المطلق مباشرة في أحد برامج الفتوى التلفزيونية السعودية قوله بجواز الرمي قبل الزوال يوم الثاني عشر من ذي الحجة، للتيسير على الناس، خاصة في هذا اليوم، فأبلغتُ الشيخ عبد الله بن عقيل بهذه الفتوى، فقال لي: صحيح يا مساعد سمعتَه؟ صحيح أفتى بها؟ فكأنه رحمه الله فرح بالفتوى؛ لما عَلِمَه من قوة الدليل، وفيها التيسير على الحجاج.
وبعد حج عام 1430هـ سألني الشيخ في مجلسه: حجيت هذه السنة؟ فقلت له: نعم، ذهبتُ بابنتي للحج. فسألني عن ظروف حَجِّنا، وقد جَرَتْ السُّيول تلك السنة، وتضرر كثير من الناس، وتعطل كثير من الحجاج، فقلت له: الحمد لله الأمور تيسرت علينا، رمينا بعد أذان الظهر، ثم ذهبنا للحرم للوداع، لكن طواف الوداع كثر الزحام في صحن المطاف؛ حتى السطح! وكان الطواف شديداً على الناس من بعد صلاة العصر. فاستغرب ذلك، فقلت له: هل أصابكم يا عمِّ ما أصابنا من الزحمة والشدة؟ فقال: لا، نحن خلصنا من طواف الوداع قبل الساعة العاشرة صباحاً. ففهمتُ منه أنه رمى قبل الزوال بوقت.
موقف: «الانترنت ورسالة الدابة»:
في إحدى زياراتي للشيخ رحمه الله في منزله: أطلعتُه على موقع الشيخ عبد الرحمن السعدي الإلكتروني، وقد أُعجب به وبجهد العاملين بالموقع، وأثناء الحديث اقترحتُ عليه إنشاء موقعٍ خاص به، فوعد خيراً، وفي زيارة أخرى عندما كان في مستشفى دَلّة بالرياض للعلاج والفحوصات الطبية: سَأَلني عن موقع الشيخ عبد الرحمن، فأجبتُه بأخبار وتطورات الموقع، ثم سألتُ الشيخ بعدها: هل عملتم موقعًا؟ فقال: الأبناء يسعون في إنشاء صفحه خاصة في موقع الألوكة. ثم استرسلتُ معه في الحديث، وشرعتُ أحدّثُه عن فوائد الإنترنت وهو يصغي إليّ فقلت: يا عمِّ، الإنترنت وسيلة يمكن عن طريقها تبحث عن المعلومات بسهولة، وتتبع الأخبار العالمية والمحلية في وقتها صوتًا وصورة، ويمكن تشتري وتبيع، وترسل رسائل، وتحجز.. وانبسطتُ معه بالحديث عن أهمية الإنترنت، وقلت: يا شيخ يمكن عن طريق الانترنت تخطب وتتزوج! فضحك الشيخ رحمه الله، وقال لي: يا أبا عبد الله لو الشيخ عبد الرحمن حاضر وشاهد الإنترنت يمكن يدرج الانترنت ضمن رسالته عن الدابة!!
قلت: الشيخ عبد الرحمن له رأي خاص في معنى قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴾ [النمل: 82] ذكرها في رسالة الدابة، وفي صفة الدابة، وأن الكهرباء والبرقية تدخلان في معنى الدابة، وهي لم تطبع.
وقد كرّر عليّ هذا السؤال رحمه الله في مجلسه بعد خروجه من المستشفى؛ لما عرضتُ عليه بعض صفحات موقع الشيخ رحمه الله، وكأن الشيخ عبد الله لا يستنكر رأي شيخه عبد الرحمن السعدي.
موقف: «وَصْلٌ وتواصل»:
للشيخ الجد عبد الرحمن السعدي مكانة في قلب شيخنا عبد الله بن عقيل رحمهما الله، فانتقل هذا الحب إلى أبناء وأحفاد شيخه، ولمستُ هذا عند حضور مجلسه، فقد زارنا في الدمام مرتين، الأولى سنة 1424هـ في منزلي المستأجر في حي الاتصالات، وقد حضر المجلس زميلُه وصديقه الخال عبد الرحمن الحمد السعدي رحمه الله، فاحتفى رحمه الله بالخال، وسُرّ برؤيته، وقد لمستُ هذا عندما عانق الشيخ الخال مدة؛ وبكى، فحفل المجلس بصدق الوداد والحب، فلما عرفتُ أن الشيخ بدأ بزيارتي حال وصوله للدمام: علمتُ أن الشيخ يريد أن يوفي بوعده لي عندما طلبتُ منه زيارتي في الدمام، وأجمل من ذلك أنه لما زرته بعدها في الرياض وفي مجلسه العام ليلة الخميس: بدأ رحمه الله يُطري ذلك المجلس، ويذكّرني بمجالسته الخال عبد الرحمن، ويسأل عن صحته، ويذكّرني بما قدّمتُ له من طعام أمام الحاضرين! وكأني المتفضل عليه! فيا له من تواضع وخلق رفيع!
أما الزيارة الثانية في شهر صفر عام 1428هـ اتصل بي رحمه الله وقال: سوف أحضر غداً للدمام أبارك لكم بالبيت الجديد. وجاءني بعد صلاة المغرب -لعله يريد عدم التكلف!- فاستعنتُ بالعم محمد بن سليمان السعدي عندما حضر للسلام على الشيخ، فلَزّم عليه العم بالغداء، ووافق رحمه الله، على أنه لم يقبل دعوة أحد غير هذه الدعوة عند مجيئه للدمام، وفي صباح رجوعه للرياض مباشره اتصل عليّ يبلغني بإرسال فاكس لمكتب العم محمد، وفيها يقول: «يسرّني أن أزفّ لكم ولأبنائكم أوفر تحياتي، وجزيل شكري، لما لقيناه منكم ومن أولادكم وأحفادكم من حفاوة وإكرام، وجميل المقابلة، وكرم الضيافة… كما أشكركم على تلك المائدة الفخمة الحافلة بما لذّ وطاب من الأطعمة الشهية، فأكرمكم الله، وجزاكم عنا أفضل الجزاء، بَدا عنّي ما ذُكر وتحرر. وأي خدمة شرِّفونا، وسلّموا على الجميع كلًّا باسمه». وللعلم فإن الشيخ قليل الأكل، ولا يلتفت إلى تنوع الطعام عندما يدعى إلى وليمة، لكنه الخلق الرفيع، والحرص على أن يجبر خواطر محبيه، ويصل أبناء وأحفاد شيخه رحمه الله.
موقف «كرم الضيافة»:
من المواقف التي أذكرها من ليالي الخميس، وقد دعا تلك الليلة الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله، والمفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وبعد دخولنا صالة الطعام الحافلة بما لذّ وطاب من أنواع الطعام والحلويات: وَقَف ينظر ويُشرف على المدعوين، ومِن حوله أبناؤه البررة يأتمرون بأمره، فإذا بالأخ يوسف يمسك يدي ويقول لي: الوالد يقول لك تعال عنده واقترب. فامتنعتُ استحياء من الشيخ والمشايخ، فحلف الأخ يوسف بأن والده لن يجلس حتى تقترب منه! وفعلاً أجلسني على الصحن الذي يجلس عليه المشايخ، وقد لحظتُه رحمه الله يتصرف كالخادم لضيوفه، مع وجود أبنائه وعدم تقصيرهم، لكن أصل الكرم تجذّر في نفسه، فتجده يقرّب صحنًا لهذا، ويمدّ ملعقة لهذا، ويقطع لهذا، و يلَزِّم بالبقاء وعدم مغادرة السفرة إلا بعد أن يتأكد أن الضيف أكل من الحلا، وهذه عادته رحمه الله مع ضيوفه: الكبير والصغير، والغني والفقير، حضرت معه أكثر من وليمة، والفقراء والضعفاء وكبار السن مِنْ حوله؛ يباشر الطعام لهم، ولا يقوم من مكانه حتى يتأكد أن الضيوف قضوا عشاءهم.
ومواقفه كثيرة جدًّا..
رحمه الله رحمة واسعة، وأسبغ عليه وعلى ذريته كَرَمه وفضلَه الواسعين، وجزاه عنا وعن طلابه خيراً.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.